تربع الأهلي علي قمة الدوري الممتاز لأول مرة هذا الموسم قبل ان ينهي مبارياته المؤجلة.. هزم حرس الحدود بهدف فلافيو "التعويض" واقتنص ثلاث نقاط ثمينة رفع بها رصيده إلي 32 نقطة ليزيح بتروجيت "30 نقطة" من الصدارة التي استمتع بها لأسابيع طويلة.
قدم الأهلي مباراة جيدة واستطاع ان ينتزع فوزا غاليا من أنياب منافسه العنيد حرس الحدود الذي لم يرفع الراية البيضاء حتي آخر ثانية من المباراة ولولا العجز الواضح في رءوس الحربة في كتيبة طارق العشري لكان للحرس كلام آخر.
كان الأهلي الأكثر تصميما علي الفوز لسببين انه كان يريد القمة ورد الاعتبار من الحرس الذي أخرجه قبل أسبوعين من دور ال 16 لكأس مصر وتحقق له ما أراد بعد ان بذل لاعبوه مجهودا كبيرا في واحدة من أصعب المواجهات ولا أبالغ إذا قلت انها كانت أصعب من مواجهة المنافس التقليدي الزمالك.
فوز الأهلي بالأمس ومن قبله الزمالك والإسماعيلي حصد الأهلي أغلي 9 نقاط غالبا ستكون الحاسمة في احتفاظه باللقب الرابع علي التوالي ولا تزال أمامه مباراة مؤجلة أمام طلائع الجيش يوم 31 يناير الجاري.
كاد الحكم الدولي مدحت الحوفي ومساعده أحمد الجارحي يفسدان المباراة بقراراتهما الغريبة وخاصة في الشوط الأول.
شوط الحوفي والجارحي
كان الحكم الدولي مدحت الحوفي ومساعده أحمد الجارحي علامة استفهام كبيرة في الشوط الأول من المباراة وفقد الاثنان التركيز الكامل في هدف صحيح ملغي.. وهدف محتسب غير صحيح.
ففي الدقيقة 27 ومن هجمة مرتدة للأهلي انتهت بتمريرة قاتلة من فلافيو لأحمد بلال ولم يكن متسللاً لحظة خروج الكرة من قدم فلافيو وتمكن بلال المنفرد من إيداع الكرة علي يسار كاميني داخل المرمي.. إلا أننا فوجئنا بصفارة الحوفي وراية الجارحي بإلغاء هدف صحيح 100%.
وفي الدقيقة 35 ومن هجمة مرتدة للأهلي أيضاً أرسل معتز إينو كرة علي رأس فلافيو والذي كان متسللاً أودعها المرمي في الزاوية الأرضية اليسري.. لنفاجأ بصفارة الحوفي وراية الجارحي باحتساب الهدف. ليخرج الأهلي متقدماً بهدف غير شرعي عوض به الحكم ومساعده الهدف الشرعي غير المحتسب!!
بخلاف هاتين الواقعتين وقع الحكم في أخطاء قاتلة منها عدم احتساب ضربة جزاء علي الأقل لصالح حرس الحدود واحدة ضد أحمد السيد وأخري ضد وائل جمعة.. ولم يكن هناك دور مؤثر لحاملي الراية الحوفي وناصر صادق في معاونة الحكم بل ان الحوفي كان عاملا سلبيا.. بالاضافة إلي قرارات عكسية ضد الفريقين.
أما عن أداء الفريقين في هذا الشوط فكان قويا وحماسيا وسعي كل منهما للتفوق علي الآخر.
وأثر الحماس الزائد لدي لاعبي الفريقين في انهاء العديد من فرص النهاية السليمة كانت المبادرة للأهلي في أول ربع ساعة الذي كان واضحاً تماماً إصرار لاعبيه علي تسجيل هدف مبكر.
وكاد يتحقق له ذلك عندما هيأ بلال كرة لبركات علي حدود المنطقة أطاح بها فوق العارضة.
وتمريرة فلافيو لأحمد بلال أنقذها الحارس كاميني في الدقيقة السابعة ثم عرضية سيد معوض من تمريرة سحرية لأحمد فتحي أنقذها كاميني قبل رأس بلال.
ظهر الحرس بعد 12 دقيقة كاملة بتسديدة عبدالحميد بسيوني بجوار القائم وبعدها تسديدة أرضية بعيدة المدي من محمد الهردة أنقذها أمير عبدالحميد علي مرتين.
كانت هناك معركة شرسة في خط الوسط للسيطرة علي منطقة المناورات بين الثنائي الأهلي معتز إينو وأحمد فتحي من جانب وثنائي الارتكاز في الحرس محمد الهردة ومحمد حليم وإذا كان التفوق لثنائي الأهلي في ربع الساعة الأولي والدقائق العشرة الأخيرة فإن ثنائي الحرس كان الأفضل في 20 دقيقة.
وفي الوقت الذي كان يعود فيه فلافيو للخلف للمناورة علي دفاع الحدود واتاحة الفرصة لبركات غير المراقب للانطلاق في العمق كان الحرس يناور بأحمد عيد عبدالملك الذي أجاد التحرك علي الجناحين.. وركز في الجناح الأيسر عندما ظهرت خطورة تقدم أحمد صديق في الجناح الأيمن للحد من تقدمه.. وبرغم أن وائل جمعة نجح في الحد من خطورة أحمد عبدالغني بكل الوسائل إلا أن خطأ من أمير عبدالحميد كاد يكلف الأهلي هدفا مؤكدا فقد أهدي كرة إلي عبدالغني الذي وجد نفسه أمام أمير وراوغه وأودع الكرة في المرمي الخالي في الدقيقة 24 إلا أن الأرض انشقت عن محمد سمير لينقذ الكرة قبل أن تجتاز خط المرمي.
بعدها بدقيقة ينفرد أحمد عيدعبدالملك ويراوغ أمير عبدالحميد وطالب بركلة جزاء إلا أن الحكم اتخذ قراراً آخر باحتسابها ركلة مرمي.. للحقيقة فإن الكرة مشكوك فيها.
أما باقي أحداث الشوط فكانت عبارة عن جهد كبير وحماس زائد وتمريرات افتقدت إلي الدقة لينتهي واحد من أقوي الأشواط في الدوري بتقدم الأهلي بهدف فلافيو غير الصحيح.
الشوط الثاني
تأثر أداء الفريقين في الشوط الثاني بالتغييرات التي أجراها كل من جوزيه وطارق العشري.
تغييرات جوزيه لم تضف كثيراً في الأهلي ولكنها بعثت مزيداً من الحيوية في الفريق.. بإشراك هاني العجيزي بدلا من أحمد بلال في بداية الشوط.. ثم أحمد حسن بدلا من احمد صديق بعد ربع ساعة وتغيير مركز أحمد فتحي من الارتكاز إلي الجانب الأيمن ومشاركة أحمد حسن بجوار معتز اينو.. ثم نزول جيلبرتو في الدقيقة 30 بدلا من سيد معوض لمواجهة ضغط الحدود من الجانب الأيسر للأهلي والاستفادة من تفاهمه مع فلافيو.
ونجح كل من أحمد فتحي وجيلبرتو في صنع أخطر هجمتين للأهلي في هذا الشوط.. فالأولي ارسلها فتحي من الجناح الأيمن في الدقيقة 34 سقطت من الحارس كاميني ليجد فلافيو الكرة علي قدمه ولكنه فشل في أيداعها المرمي الخالي.
والثانية أرسلها جيلبرتو في الدقيقة 37 من الجناح الأيسر علي رأس فلافيو الذي صوبها بقوة في الزاوية الأرضية اليمني أنقذها كاميني ببراعة وهي لعبة مشابهة لهدف فلافيو في الشوط الأول.
أما هاني العجيزي فبرغم محاولاته الجادة وإمكانياته الفنية العالية إلا ان بعده عن المباريات أفقده كثيراً من الحساسية والخطورة وهو وضع طبيعي.
ومارس بركات هوايته في اختراق دفاع الحدود وكاد يكلل جهوده بهدف رائع عندما استقبل عرضية جيلبرتو بتسديدة مباشرة من داخل المنطقة مرت بجوار القائم الأيمن.. بينما أكد معتز أينو انه مكسب كبير لارتكاز الأهلي في غياب حسام عاشور المصاب.
أما خط الدفاع والحارس أمير عبدالحميد فلم يختبروا جديا بعد ان لعب الحرس بدون خط هجوم حقيقي.
فقد كانت تغييرات طارق العشري غير مناسبة وربما كان مجبراً لأن احمد عبدالغني وعبدالحميد بسيوني لم يكونا في مستواهما فالأول تعرض لرقابة صارمة من وائل جمعة وربما لخشونة كانت وراء اصابته وبسيوني كان خارج الفورمة الفنية والبدنية.. ولكنه لم يكن هناك البديل المناسب لخط الهجوم فأشرك العشري لاعبي وسط وهما أحمد كمال واحمد حسن مكي ودفع بالخطير احمد عيد عبدالملك في الهجوم ليلعب الحرس بدون خط هجوم حقيقي خاصة وأن عبدالملك يميل للعب علي الأجناب وركز أكثر علي الجانب الأيسر ولذلك لم يشكل الحرس الخطورة الحقيقية علي مري أمير عبدالحميد باستثناء تسديدة صاروخية لأحمد حسن مكي مرت بجوار القائم الأيسر.. لتنتهي المباراة بأغلي فوز للأهلي تسلم به القمة رسمياً.
أحسن اللاعبين
** امتياز: معتز اينو
** جيد جداً: فلافيو وبركات وأحمد فتحي وأحمد عيد عبدالملك.
* جيد : وائل جمعه كاميني ومحمد سمير.
* طاقم التحكيم: مهزوز!!