[b]السلام عليكم
أتمنى أن يكون الجميع بصحه وعافيه ,,..
من خلال بحثي اليوم عن مواضيع تخص السلوك وأثر الاسلام في تعديل السلوك والأخلاق
كان هذا من أروع ماقرأت وأفادني كثيرا في بحثي , الموضوع طويل لكن ممتع كثير ,,
أقرأوه وأستشعرو وتأملو عظمة الاسلام واعجاز القرآن فيما يخص السلوك والأخلاق
وأي سؤال عن نظريات أو مصطلحات ذكرت في الموضوع أو أي شيء أنا حاضرهـ
وقت ممتع أتمناه لكم ,,..
الإعجاز السلوكي والأخلاقى في الإسلام (د. رامز طه-دكتوراهـ الطب النفسي)
يتضمن القرآن الكثير من الإشارات العلمية و الحقائق التي توصلت إليها بعض العلوم الطبيعية الحديثة في الطبيعة و الكيمياء و الفلك و الجيولوجيا و الأحياء و البيولوجيا و غيرها من دلائل إعجاز القرآن وأنه من عند خالق هذا الكون و مبدعه , الذي دعا الإنسان للتفكر و التأمل في كل ما حوله من مخلوقات الله
( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق) (العنكبوت 20)
ولكن الذي حيرني كثيراً هو عدم انتباه علماء و مفكري المسلمين إلى أن الإعجاز العلمي قد تركز فقط على ما ورد في أبحاث و دراسات العلوم الطبيعية , وأهمل جوانب الإعجاز التي اتضحت في دراسات و أبحاث العلوم الإنسانية , خاصة في مجال العلوم السلوكية والتي من أهمها علم النفس و الاجتماع و الأنثروبولوجيا و التربية, و كذلك الجانب المتعلق بالعلاج النفسي و تعديل السلوك في الطب النفسي المعاصر.
إن الأجدر بالدراسة و الاهتمام هو الإعجاز السلوكي و الأخلاقى فى الإسلام من خلال مقارنة سلوكيات و أفعال الرسول "صلى الله عليه وسلم" و أسلوبه في تعديل سلوك وعادات من حوله طبقاً لمعطيات العلوم السلوكية و علم النفس المعرفي السلوكي الحديث ولأساليبه وميادين تطبيقه , والتحكم فيها و تعديلها نحو خير الفرد و المجتمع , ومن خلال مقارنة ما ورد في القرآن الكريم من نصوص و إشارات و توجيهات لتعديل السلوك الإنساني وما قدمه الرسول- صلى الله عليه و سلم- من نماذج و تطبيقات عملية للسلوك السوي وكيفية ضبطه و تعديله بما توصلت إليه الدراسات الحديثة يدل بصورة قاطعة على أن القرآن ليس من عند محمد , بل هو من عند الخالق العظيم العالم بالنفس الإنسانية التي خلقها وأبدع صنعها.
إن العادات السلوكية كما-أثبتت الكثير من الدراسات الحديثة- متعلمة و مكتسبة من البيئة , وبرغم دور الوراثة و الجينات و العوامل البيولوجية فإن الدور الحاسم في تشكيل سلوكيات و عادات الفرد يرجع إلى قوانين التعلم و التكرار و الاقتران و الترابط,و جميعها نتاج البيئة و تكتسب ابتداء من مرحلة الطفولة,وهي نتيجة التدعيم الايجابي أو السلبي الذي يأتي من الآباء و الأقارب و المعلمين ومن نماذج القدوة التي يتوحد معها و يحاكيها الفرد و يقلدها.
فمن الذي علم الرسول إلا الله العلي القدير, ومن كان قدوته في مثل تلك البيئة الجرداء القفراء ,وهل يمكن أن يكتسب هذا الكم من العادات و السلوكيات الإنسانية الراقية المهذبة المنظمة من بيئة لا تعرف ولا تدعم إلا السلوكيات السلبية و العادات الانفعالية.
إن الإنسان لا يستطيع أبداً – وهذا ما أثبتته تجارب و دراسات علم النفس السلوكي - أن يبتكر سلوكاً و عادات غير موجودة في بيئته الأصلية , وأن قدرة الإنسان على ذلك محدودة جداً,ولا يمكن أن تصل إلى وضع هذه المنظومة المتسعة من قواعد السلوك و القدرة على تعديل السلوكيات الراسخة في جذور النشاط العصبي و النفسي للفرد .. وأن الإنسان كثيراً ما يفشل في تغيير سلوك أحد أبنائه أو حتى في التخلص من عادة سيئة اعتاد هو نفسه عليها.
إن سلوكيات الرسول وتعاليمه و إرشاداته والنماذج العملية التي قدمها لتغيير من حوله لا يمكن أن تصدر من شخص عادي نشأ في بيئة فقيرة في كل شئ , لا يعرف الناس فيها حتى آداب الحوار و المخاطبة و قواعد العلاقات الإنسانية السليمة.
الإعجاز السلوكي في شخصية الرسول...
إن التاريخ يشهد بأن التغيير في سلوكيات و عادات أي مجتمع لا يمكن أن يحدث خلال سنوات قليلة إلا باستخدام الحزم و القوة و العنف الذي قد يصل إلى حد البطش,و الذي قد يظلم و يقهر البعض في سبيل المجموع ..فجميع الثورات التي غيرت المجتمعات في غضون سنوات قليلة تميزت بفرض نظم صارمة تبطش كالإعصار بمن يقف في طريقها.. ولا تفرق ولا تميز بل تفرض النظم و القوانين القاسية علي الجميع بالقوة الغاشمة فيتغير الناس نتيجة الخوف .. أما الإسلام فقد عدل في سلوكيات أفراد المجتمع وعاداتهم بالإقناع والرفق والرحمة فأنصف المظلومين وحرر العبيد المقهورين.
لقد كانت بلاد العرب قبل الإسلام موطناً للوثنية و الجمود والقسوة و العنف.. فكيف تغيرت خلال سنوات قليلة في عصر النبوة إلى مجتمع فاضل يلتزم أفراده بسلوكيات متحضرة ؟!.....وكيف تغيرت سلوكيات وعادات الناس وقتها فتعلموا الضبط الذاتي و تخلصوا من العصبية و الغضب بالحلم و تخلصوا من الحقد و العدوانية وتعلموا الرفق و العفو و الإحسان, و كيف تحول الحرص على جمع المال و النهم و الطمع إلى سخاء و مساعدة الفقير و المحتاج.؟ بل كيف تخلصوا من إدمان الشراب و أسوأ الخصال كالغيبة و النميمة و الرياء و آفات اللسان الأخرى كالسب و الفحش و السخرية و الاستهزاء بالآخرين .. فكيف تحولت هذه السلوكيات إلى آداب و سلوكيات راقية..لا شك أننا أمام معجزة بكل المقاييس لأنها تمت في سنوات محدودة و على مستوى جماعي لم يحدث ولن يحدث في التاريخ البشري .
لقد استطاع الرسول – صلى الله عليه و سلم- تحويل القبائل المتناحرة والجماعات الغوغائية التي تغير على بعضها البعض وتستحل الدم و الحرمات وتتفاخر بعدوانها و اغتصابها للحقوق .. إلى جماعات متضافرة تلتقي حول أهداف سامية و يحكم علاقاتها نظم و قواعد راقية ومشاعر الحب و العطف و الإحسان.
إن أساليب تعديل السلوك التي وردت في التشريع الذي نزل به القرآن وقدمه الرسول في نماذج عمليه تتفق مع أحدث نتائج أبحاث ودراسات علوم النفس والسلوك و بيولوجيا الجهاز العصبي في الإنسان .. وهى تمثل إعجاز وتحديًا علميًا وأساسًا لمنهج إسلامي في ضبط وتعديل السلوك البشري.. يمكن الاستفادة العملية منه في العديد من مجالات الصحة النفسية وعلاج المشكلات النفسية و الاجتماعية .. و تطوير المجتمع من خلال إطلاق طاقات العقل البشري المكبل بالقيود و الصراعات و المشكلات النفسية و التي أصبحت كالغراء يلصقنا بالتخلف و الجمود
b]