سفينة المجتمع
لدى نساء كثيرات يسقط ركن من أركان الإسلام عده العلماء الركن السادس، ألا وهو: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحجتها في ذلك واهية، فهي لا تريد أن تفقدها القريبة، أو تخسر الصديقة، أو تهجرها المديرة.
وأحيانًا كثيرة تتعذر بالضعف والحياء كما تسميه، وما علمت أن هذا جبن وخور وليس حياء، وإلا فالرسول صلى الله عليه وسلم كان أشد حياءً من العذراء في خدرها وصدع بأمر الدعوة، وأمر ونهى ونساء كثر يجهلن خطورة إقرار المنكر وعدم إنكاره.. بل حتى بالقلب.
للتأمل
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "والمرتد من أشرك بالله تعالى أو كان مبغض للرسول صلى الله عليه وسلم ولما جاء به، أو ترك إنكاره منكر بقلبه".
وسئل الشيخ سليمان بن عبدالله بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمهم الله عن معنى قوله تبارك وتعالى: {إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ} [النساء: 140]
وقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: «من جامع المشرك وسكن معه فإنه مثله».
فأجاب: "إن معنى الآية على ظاهرها، وهو أن الرجل إذا سمع آيات الله يكفر بها، ويستهزأ بها، فجلس عند الكافرين المستهزئين من غير إكراه، ولا إنكار ولا قيام عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره، فهو كافر مثلهم، وإن لم يفعل فعلهم، لأن ذلك يتضمن الرضا بالكفر والرضا بالكفر كفر.
وبهذه الآية ونحوها استدل العلماء على أن الراضي بالذنب كفاعله، فإن ادعى أنه يكره ذلك بقلبه لم يقبل منه لأن الحكم على الظاهر، وهو قد أظهر الكفر، فيكون كافرًا، ولهذا لما وقعت الردة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم وادعى أناس أنهم كرهوا ذلك لم يقبل منهم الصحابة ذلك، بل جعلوهم كلهم مرتدين إلا من أنكر بلسانه وقلبه".