ــ أراء فقهاء الأمة في مشروعية المقاطعة الاقتصاديةلقد تناول فقهاء الأمة الإسلامية قضية مشروعية المقاطعة الاقتصادية , ومن أهم آرائهم ما يلي:
يرى دكتور سيد طنطاوى شيخ الأزهر " أخي المسلم إذا كنت لا تملك أن تقاتل هؤلاء الكفار المعتدين فليس أقل من مقاطعة منتجاتهم – إعذاراً إلى الله عز وجل – فبشرائك لهذ المنتجات تضع هذه الأموال فى يد المعتدين لسفكوا بها دماء المسلمين والله سائلك عن مالك من أين اكتسبته وفيما أنفقته قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ" "
يري الدكتور / يوسف القرضاوى " المقاطعة سلاح فعال من أسلحة الحرب قديماً وحديثاً , وقد استخدمه المشركون فى محاربة النبى () وأصحابه فأذاهم إيذاء بليغاً , وهو سلاح فى أيدى الشعوب والجماهير وحدها, لا تستطيع الحكومات أن تفرض على الناس أن يشتروا بضاعة من مصدر معين فلنستخدم هذا السلاح لمقاومة أعداء ديننا وامتنا حتى نشعر أننا أحياء وأن هذه الأمة لم تمت ولن تموت بإذن الله , والبضائع الأمريكية مثل البضائع الإسرائيلية فى حرمة شرائها والترويج لها فأمريكا اليوم هى إسرائيل الثانية , وقد أن الأوان لأمتنا الإسلامية أن تقول لا لأمريكا ولبضائعها التى غزت أسواقنا حتى أصبحنا نأكل ونشرب ونلبس مما تصنع أمريكا , فكل ما اشترى البضائع الأمريكية والإسرائيلية من المسلمين فقد أرتكب حراماً واقترف إثماً مديناً وباء بالوزر عند الله والخزي عند الناس .
يرى الدكتور/ نصر فريد واصل مفتى جمهورية مصر السابق سلاح المقاطعة سيؤثر على الكيان الصهيونى تأثيراً كبيراً, لأن المسلمين يمثلون أكثر من خمس سكان العالم وستحقق مقاطعتهم شللاً للمؤسسات الاقتصادية التى يملكها اليهود وأعوانهم, وعلى كل مسلم أن ينظر إلى السلعة التى يستهلكها ومصدر إنتاجها ويرفضها إذا كانت من إنتاج هذه الدول حتى لا تتحول الأموال التى يدفعها إلى خناجر يتم قتل أولادنا بها فى حين أننا نستطيع الاستغناء عن هذه السلع.
يرى الدكتور/ عبد الستار فتح الله أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر الإسلام يوجب المقاطعة لكل من يعادينا ويتسبب فى سفك دمائنا مثل أمريكا واليهود , فهؤلاء تجب مقاطعتهم فى كل شئون الحياة مالياً واقتصادياً وزراعياً بحيث نوقع بهم ما نستطيع من أذى .
وليس المهم فى المقاطعة حجم الكمية التى نقاطعها ولكن المهم أن يأخذ الشعب زمام المبادرة ويتدرب على كراهية أعدائه ومحاربتهم وأن يرد العدوان بما يستطيع فالحرب عملية واسعة النطاق وعلى كل إنسان أن يبذل غاية جهده فيها
فإذا كان شعار اليهود " إدفع دولار تقتل عربياً" فليكن شعارنا "قاطع منتجات اليهود والأمريكان تمنع القتل عن عربى أو مسلم" خاصة إذا كانت معظم المقاطعة لبضائع استهلاكية تافهة , ونحن يجب أن نستغنى عن الضروريات فضلاً عن الكماليات .
أما عن الأصوات التى ترفض المقاطعة للمصانع والشركات التى يعمل بها عمال مصريون , فنحن نقول لهم : إنه شرعاً إذا كان رأس المال يهودياً فعلى هؤلاء أن يبحثوا عن عمل أخر أياً كان وكل حرب لها ضحيا.
يرى الدكتور/ عبد الصبور شاهين عن علماء الإسلام .المقاطعة سلاح ذو حدين , حد فى مواجهة العدو, وأخر فى أيدينا , فالعلاقات الاقتصادية بيننا وبين عدونا (أمريكا) علاقات معقدة ذات وجهين , الوجهة الأول تمثله بضائع يمكن الاستغناء عنها أو على الأقل الاستعاضة عنها ببضائع من جهات أخرى فى العالم , ومن أمثلتها.
أنواع المياة الغازية والأكلات الغذائية وأنواع البسكويت , بينما هناك علاقات اقتصادية أخرى ذات بعد سياسي كبير كالعلاقات الخاصة بالبترول وإمداتنا لأمريكا بوجه خاص فى مقابل ما تمدنا به أمريكا من قمح هو قوت الجماهير, ولو أننا قطعنا البترول عن أمريكا لقطعت هى إمدادات القمح عنا , ولحدثت كارثة على مستوى الشعب لذلك لا يمكن أن نملك إرادتنا فى هذ المقاطعة إلا إذا كنا مستعدين لها بمخزون ضخم من القمح يكفيا لسنوات المقاطعة .. لذا اشجع المقاطعة الشعبية للمنتجات الأمريكية والصهيونية دون أن يصاحبها قرار رسمى , لأنها تساهم فى رفع الوعى والمعرفة بالقضية الفلسطينية ومعرفة الأبعاد بيننا وبين العدو.
يرى المستشار/ طارق البشرى – نائب رئيس مجلس الدولة المصري السابق المقاطعة واجب وسلاح فى يد الشعوب العربية قد يكون بديلاً عن الحرب والمواجهة العسكرية المحفوفة بالمخاطر , وأرفض تبريرات من يستبعد استخدام هذا السلاح تحت مسمى أنها مجرد بضائع تعد برؤوس أموال مصرية , ويعمل بها ألاف العاملين المصريين ولكن تحت اسم أو ماركة أمريكية لإضفاء صفة الجودة والعالمية عليها فوضع الأسماء الأمريكية على البضائع إنما يعتبره الأمريكيون أمراً يتعلق بسيادة حضارتهم على العالم, لذلك فإن مقاطعة هذه المنتجات سوف تجبر المنتجين على تغيير هذه اللافتات إلى أخرى عربية ومصرية , وهو الأمر الذى حدث قديماً عام 1951م م إلغاء معاهده 1936م , عندما ظهرت الحركة الشعبية المطالبة بخروج المحتل الإنجليزية من مصر ومواكبة ذلك بإزالة جميع الأسماء الإنجليزية من على المحال والبضائع والسلع واستبدال أسماء عربية بها , مما أدى على صدور قانون يمنع استخدام اللغة الأجنبية فى لافتات المحلات التجارية أو على البضائع والسلع المصرية .
يرى الدكتور عبد الحميد الغزالى – الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية - مصرالمقاطعة سلاح مهم يشكل أحد مصادر الحرب الاقتصادية وتشكل أحد عناصر الحرب تجاه العدو الصهيونى والأمريكي.
ولكى تؤتى ثمارها لا بد من ترتيب بيتنا من الداخل ويأتي ذلك بستغلال أكفأ للموارد الاقتصادية المتاحة وزيادة الإنتاجية بشكل جاد ومستمر والاستغناء عن المعونة الأمريكية لكونها أحد أهم أسباب تدهور الأداء الاقتصادي فى مصر.
ومن أهم الوسائل لترتيب البيت من الداخل الاعتماد على الذات خاصة بالنسبة للسلع الاستراتيجية ولا سيما القمح فلا يعقل أن نكون سلة الحبوب فى العالم فى العصر القديم ونظل نصدر القمح حتى عام 1947م , ثم نستورده الأن.
ولتحقيق المقاطعة وتفعيلها لا بد أن نبدأ بمقاطعة كافة المنتجات الأمريكية والصهيونية سلعاً وخدمات استهلاكية وغير استهلاكية واستخدام البدائل المحلية والعربية والإسلامية أو حتى البدائل الأوروبية لدول ذات مواقف معقولة وهناك إحصائيات مبدئية تؤكد أنه فى الفترة الماضية انخفاض استهلاك السجائر الأمريكية بنسبة 50% وانخفاض الطلب العام على البضائع الأمريكية من 20% إلى 30%وهى كلها مؤشرات تنبئ بالخير فى شعوبنا .
يرى الدكتور محمد عمارة – المفكر الإسلامى يؤكد أن سلاح المقاطعة نوع من الجهاد الذى يمتلكه رجل الشارع العادى , حيث يجعله هذا السلاح يشعر بأن له دوراً إيجابياً فى خضم ما يحدث فى فلسطين ويضيف أننا إذا نظرنا فى إطار الأمة الإسلامية فهنا مليار ونصف المليار مسلم , مثل سوقاً استهلاكياً ,شديد لتأثير فى الاقتصاد الأمريكي والصهيونى , لذلك فإن مقاطعة أية سلعة أمريكية أو صهيونية سيكون لها تأثير سلبى صارخ فى اقتصاديات هذه الدول والشعوب هى التى تتحل القسم الأكبر فى تفعيل سلاح المقاطعة وعلى النقابات والأتحادات أن ترتب لهذه المقاطعة بإعداد قوائم بالسلع ونشرها على أوسع طاق ثم يأتى بعد ذلك دور الحكومة التى قد تكون مضطر للتعامل مع الأعداء , وبالتالى فهى لا تستطيع إعلان المقاطعة بشكل رسمى , لذلك فإن امتناع الشعوب عن شراء هذه السلع سوف يجبر المستوردين والحكومات على إيقاف استيرادها.
تعقيب
هناك إجماع من فقهاء وعلماء الأمة الإسلامية ومن مجامع الفقه الإسلامي على أن المقاطعة ا لاقتصادية ضد أعداء الأمة العربية و الإسلامية ضرورة شرعية وحاجة اقتصادية و أنها فرض عين على كل مسلم وعلى المؤسسات والهيئات الشعبية , وكذلك على الحكومات العربية والإسلامية , ويعتبر آثماً من لا يستجيب لأوامر الله ولرسوله .